مقاربة يورغِن هابرماس لمجتمع "ما بعد المتعلْمِن"
يرى الفيلسوف وعالم الاجتماع الألمانيّ يورغن هابرماس (1929-) أنّ مجتمع "ما بعد المتعلْمِن" يتطلّب عمليّة تعلميَّة تتكامل فيها الذهنيّات الدينيّة والعلمانيّة، بغية التوصّل إلى إقامة توازنٍ إيجابيّ وفعّال في الحقل العامّ بين المواطنيّة المشتركة والاختلافات الثقافيّة. ويكتسب طرحه هذا قيمة في المجتمعات التي شهدت في أثناء القرن المنصرم تراجعًا سريعًا للروابط الدينيّة، مثل مجتمعات دول أوروبّا الغربيّة وكندا وأستراليا وغيرها، في مقابل ازدياد وعي مواطنيها بانتمائهم إلى مجتمع تمثّل مبادئ العلمانيّة روابطه القويّة. غير أنّ التعدديّة الثقافيّة والهجرة المرتفعة في زمن العولمة، جعلت، في نظر هابرماس، أن تكتسب المكوّنات الدينيّة صلابة لم تعرفها في العقود المنصرمة. ويترافق الطرح هذا مع تسليم هبرماس بدور اجتماعيّ للدين إيجابيّ. وفي هذا السياق، يشير إلى أنّ المسيحيّة تكمن في أصل الحداثة.
تعليقات 0 تعليق