لغتي هويّتي... اللّغة العربيّة وتأثيرها في اللغات الأخرى
إذا كان التفكير لغةً صامتة، فإنّ اللّغة فكرٌ ناطق. ولربّما هي الرابط الأهمّ على الإطلاق بين أبناء المجتمع، إذ تساهم في نقل المفاهيم بين أمّةٍ واحدة، وتثبيت الانسجام والتفاهم بين طبقات الشعب الواحد، أَغَنيّةً كانت أم فقيرة.
أنا شابّةٌ لبنانيّة، لغتي الأمّ هي اللّغة العربيّة، وأنا أعيش في لبنان، في قلب الوطن العربيّ. آه حقًّا؟! أحيانًا يغيب عن بالي أنّني ابنة هذا الواقع لأنّني، في مرتع اللّغة العربيّة، لا يتناهى إلى مسمعي إلّا كلمات أجنبيّة غريبة تحاول أن تقلّد نبرة ناطقيها الأصليّين. "بونجور"، "سا فا؟"، "واي نات؟"، "ميرسي"، “أنيواي"، "هاي"، "بليز"، "باي"... كلمات كثيرة تغزو لغتنا العربيّة، كلمات بات الطفل العربيّ يجهل مقابلها في لغته الأمّ، بل أسوأ من ذلك، يعتقد أنّها عربيّة ويسأل والده: "بابا؟ كيف نقول (ميرسي) باللّغة الفرنسيّة؟".
تعليقات 0 تعليق