في زمن الأزمات، لنرجع إلى قوانا الدفينة!
في زمن الأزمات السياسيّة والاجتماعيّة وانفلات الغرائز والأحقاد وتزايد الاصطفافات، يجد الإنسان نفسه أمام الحائط المسدود والأُفُق الأسود. يجد نفسه محاطًا بالعبثيّة من كلّ جانب، إلى حدٍّ أن يتساءَل عن الجدوى من العمل والإنتاج والخلق والإبداع، إنْ كان هذا مصير الإنسان والمجتمع. تضيق عليه مجالات الإيمان والرجاء بالغد الواعد، عندما يرى أنّ أروقة المحبّة أصبحت رهينة البطش والعنف من كلّ حدب وصوب، وما يصبو إليه بعض الناس هو الغلبة على الآخر، باسم الدفاع عن الهويّات والمصائر.
قد يُقال إنّ في هذا الكلام نزعة تشاؤم واستسلام للقدر، وإنّ تحليل المواقف والأوضاع بمختلف وجوهها لا بدّ أن يقود إلى وضع جديد فيه شيءٌ من توازن القوى وبعض الأمن والسلام. وهذا أيضًا كلامٌ واقعيٌّ ينطلق من أنّ السياسة لا بدّ أن تفرِز حالة جديدة تنفع الإنسان، وإلّا ألغت السياسة نفسها بنفسها.
في خضمّ هذه الوقائع، وقبل انتظار مواعيد السياسة، يعود الإنسان إلى ذاته ليجدَ فيها طاقة عظيمة اسمها قدرة التحمُّل والصمود والتشبّث بالثوابت الإنسانيّة العميقة. يعود إلى ذاته فيرى هذه المواقف ثابتة لا تلين ولا تلوي ولا تنكسر في وجه البغضاء وتموّجات الموت. إذّاك يقول الإنسان عاليًا: الحياة أقوى والحبّ أقوى ونقاء العلاقات الاجتماعيّة والإنسانيّة أقوى، وهي وحدها تؤسّس المستقبل.
تعليقات 0 تعليق