عمر بن الفارض وحياته الصوفيَّـة من خلال قصيدته التائيَّـة الكبرى: دراسة تحليليَّـة بلاغيَّـة
إنّ الأشعار الصوفيَّـة التي تركها لنا الشاعر الصوفيّ المصريّ عمر بن الفارض (توفّـي بالقاهرة سنة 632 هجريَّـة الموافقة سنة 1235 ميلاديَّـة)، ظلَّـت وما تزال مشكلةً مضنيةً لِـمَـن أراد فكّ طلاسمها وفهم معانيها.
ولقد اهتمّ بهذه المشكلة عدد وفير من الشرّاح المتقدِّمين والباحثين المتأخِّـرين، ولكنّ أحدًا منهم لم يدَّعِ أنّـه كُـلِّـل بالنجاح. فلا تزال أشعار ابن الفارض موضع النزاع المذهبيّ والجدال النظريّ. ولعلّـه ممّـا زاد المشكلة تعقيدًا ضمّ ابن الفارض إلى مدرسة ابن العربيّ الصوفيَّـة وخلط معاني ومقاصد الشيخَـين، حتّـى إنّ ابن الفارض لم يعد يُفهَم إلاَّ من خلال الفلسفة الصوفيَّـة الأكبريَّـة التي صبَـغت أشعار ابن الفارض بصبغة وحدة الوجود حتّـى يومنا هذا.
ولكنّـنا نتساءل: هل ذلك المذهب في فهم أشعار ابن الفارض منصف لمعاناته الصوفيَّـة؟ وهل ذلك المذهب أيضًـا هو الترجمان الأمين لمعانيه المقصودة؟
تعليقات 0 تعليق