عرف العرب فنَّ التَّوقيعات في جمل نثريَّة مقتضية مشابهة للتَّغريدات الإلكترونيَّة في العصر الحديث

لوريم ايبسوم هو نموذج افتراضي يوضع في التصاميم لتعرض على العميل ليتصور طريقه وضع النصوص ؟

author_article_image

الدُّكتور جان عبدالله توما

التَّغريدة التِّقنيَّة والتَّوقيعات العربيَّة

الجاحظُ[1]، جبَّارُ النَّثر العربيّ، ولَّاه الخليفةُ المأمونُ[2] ديوانَ الرَّسائلِ ، أعلى سلطاتِ النَّثر، فاستقالَ بعد ثلاثة ِأيَّامٍ وولّى إلى غيرِ رجعة. فرَّ الجاحظُ، وهو دائرةُ المعارفِ والموسوعةُ من النَّثر الرَّسميِّ. فالنَّثر الحقيقيُّ لا يعيشُ في مجالسِ الخلفاءِ، ولا في دوواينِ الولاةِ، ولا عند أبوابِ الحكَّام. هو المنثورُ خيرًا لا المنظومُ تكسُّبًا، هو العَفْويَّةُ لا التَّصنُّعُ والتَّحاصصُ والتَّسوياتُ، فإنْ ذهبتَ إليه تَجِدُهُ حيًّا في ألسنةِ البيَّاعينِ، وعلى شفاهِ المحبِّينَ، وفي هدهدةِ الأمهاتِ وووصايا الأجيالِ المتواترةِ، لذا قالَ سهلُ بنُ هارون[3] في موقفِ استقالةِ الجاحظِ من تولِّيهِ ديوانَ الرَّسائلِ: "إنْ ثَبَتَ الجاحظُ في هذا الدِّيوانِ أَفَلَ نجمُ الكتابِ". طبعًا هذا يلتقي مع ما أورده نقَّاد اليوم، كالرِّوائيّ إلياس خوري[4] الَّذي بعد تعليمِهِ في دورة محوّ الأمِّيَّةِ عمَّالًا بسطاء، حيث شبَّهَ أحدُهُم النُّجومَ بالعيون كتب: "عليّ أن أقرأَ الأمورَ بطريقةٍ مختلفة. العاملُ البسيطُ لا يقلِّدُ الشَّاعرَ [أو الأديب] – المثقَّف، بل على العكس، فعبد الوهَّاب البيَّاتي[5] أخذ استعاراته من الأدبِ الشَّعبيّ، وكشفَ لنا أنَّ أحدَ مصادرِ أهمِّ الخيالِ الأدبيِّ هو الكلام: "... حتَّى النُّجومُ/ كنَّا نقولُ بأنَّها كانت عيونْ/ للأرضِ تنظُرُ في فتونْ/ حتّى النُّجومْ كانت عيونْ/"[6].

النَّثر الإبداعيُّ هو الهروبُ من المبالغةِ والتَّكرارِ والحشوِ، ومن الجُمَلٍ المقولبةِ، والأفكارِ المسبقةِ، والتَّصاريحِ المعلَّبةِ، والبياناتِ المكبسلةِ، والمواقفِ المفسبكةِ. هو الابتعادُ عن النُّصوصِ الوعظيّةِ والإرشادِ، وعن الانحيازِ الأعمى والاستسلامِ الخانعِ لمجرياتِ النَّمطِ الحكواتيِّ، كما في قصصِ عنترةَ وألفِ ليلةٍ وليلةٍ لأنَّ النَّصَّ النَّثريَّ الممتعَ هو القصُّةُ كلُّها واللَّيلةُ الَّتي لا تتكرَّرُ. لعلَّ النَّثر انبلاجُ حقيقةٍ، "كلَّما ضَوَّأَ في القريةِ مصباحٌ جديد"، كما يقولُ خليل حاوي[7]. فإذا كانَ العالمُ قريةً صغيرةً، فهذا يعني أنَّ النَّثر الحاليَّ نورٌ يُستضاءُ به، ومنَ الصَّعبِ تعدادُ أساليبِهِ في غمرةِ التَّحدِّياتِ التِّقنيَّةِ الهائمةِ اليومَ على مِنصَّاتٍ متبدِّلَةٍ ومتغيِّرةٍ . هل يا تُرى النَّثر اليومَ هو الثَّابتُ في زمنِ التَّحوّلِ؟ كما يقولُ أدونيس[8].

تسودُ اليومَ في نثرِ التَّواصلِ سرعةُ الفهمِ والإفهامِ ، ولو طغى الغموضُ أحيانًا، صياغةً ومضمونًا، بعدما هامَ الاشتقاقُ وتوغَّلَ في خاصرةِ اللَّغةِ العربيَّةِ وغيرِها، إلى جانبِ النَّحتِ من كلمتينِ أو تعبيرينِ. فمن يحدِّدُ اليومَ صفاتِ النَّثر الحديثِ؟ وقد صار خليطًا من عربيَّةٍ/ أعجميَّةٍ، وعربيَّةٍ فصيحةٍ/ ومحكيَّاتٍ متنوِّعةٍ/ مدينيَّةٍ/ ريفيَّةٍ؟ راحَ النَّثر اليومَ "ما بين التواءٍ ودورانٍ ومشقَّةٍ في التَّعبيِر عن المعاني"، كما يقولُ طه حسين[9] في نثرِ ابن المقفَّع[10]، فيما يرى محمَّد كرد علي[11] " أنَّ نثرَ ابن المقفَّع يغترفُ بيانَهُ من صميمِ القلبِ، منخولةٌ ألفاظُه في مِنْخَلٍ دقيقٍ، نقيِّ الزُّؤان لما يحمل". هنا اختلافٌ في تحديدِ نصوصِ النَّثر السَّابقةِ، فمن يوصِّفُ لنا اليومَ صورةَ النَّثر العاملِ بينَ كتَّابِ اليوم؟ كما في السِّير الذَّاتيَّةِ والغيريَّةِ في الرِّواية اللُّبنانيَّة المعاصرة كما عند إميلي نصرالله[12] وجبُّور الدّويهي[13] وربيع جابر[14] وغيرهم، في النَّصِّ الكثيفِ المشحونِ الصُّورِ والمفاصلِ الفنِّيَّةِ في بساطةِ تعبيرٍ ينسابُ في معراجِ الصُّورةِ الشِّعريّةِ ما يشكِّلَ السِّياقَ الجديدَ لنثرٍ يتواصلُ عبرَه النَّثر بألوانِ كلامٍ يؤسِّسُ لمعجمِ النَّثر الحديثِ. فهل يتصدَّرُ هذا المعجمُ يوميَّاتِنا في توحيدِ مفهومِ الأصواتِ الأربعة في صوت واحد: الكاتب والرَّاوي والرِّاوية والشُّخوص، بحسبِ النَّاقدِ الرُّوسيِّ ميخائيل باختين[15]؟

غيرُ صحيحٍ أنَّ نثرَ العصرِ خرجَ عمّا كان مألوفًا وسائدًا، إذ طَرَّقَتِ التِّكنولوجيا سُبًلًا أمامَ النَّاثرِ العربيِّ الحديثِ ليمارسَ نثرَهُ في حدودِ طاقةِ اللُّغةِ العربيَّةِ وإمكاناتِهِ التَّعبيريَّةِ الواسعة، في محاولاتٍ تجريبيَّةٍ واسعةٍ ومتنوِّعةٍ. من هنا فإنَّ النَّظرةَ الموضوعيّةَ الحاليَّةَ تقتضي من الباحثِ المنصفِ الجادِّ أن يُفْسِحَ الطَّريقَ أمام هذه الحركةِ التَّجديديَّةِ في النَّثر العربيِّ، وهي تُعْتَبَرُ حلقةً مهمَّةً من حلقاتِ التَّجديدِ في الأدبِ الحديثِ، وأنْ يكونَ المعيارُ فيها مقدارَ ما تحملُهُ من سماتِ الموهبةِ والأصالةِ والابتكارِ، ومهما يكنْ من طبيعةِ الأمرِ، فقد استطاعَ النَّثر المعاصرُ والمواكبُ اهتماماتِ النَّاسِ المتغيِّرةِ في كلِّ آنٍ، وبفعلِ روحِ التَّصميمِ الحداثيِّ أنْ تنالَ حقَّ الإقامةِ في خطابِ النَّاطقينَ أو النَّاثرينَ بالضَّادِ مشحونةً بالصُّورِ والعناصرِ الجماليَّةِ، بنحوٍ أسهلَ ممَّا كان سابقًا.

فإنْ ذهبنَا إلى ما نشهدُهُ من نصِّ نثريِّ على "التّويتر" مثلًا، وينتشرُ بسرعةِ البرقِ، إنَّما هو في تراثِنَا، فـ"التَّغريداتُ" الإلكترونيَّة هي فنُّ" التَّوقيعات" الَّذي عَرَفَهُ العربُ، في الجملِ النَّثريَّةِ المقتضَبة والمحدَّدةِ، كما في "التّويتر"، بأحرفٍ معدوداتٍ. جاءَ في توقيعٍ للخليفةِ الرَّاشديّ عمر بن الخطَّاب[16] في حثِّ أحدهم على الحضور للمساءَلَةِ فورًا:" يدُكَ في الكتابْ ورجْلُكَ في الرِّكاب"، وجاء في "توقيعٍ" أو "تويتر" لعمر عبد العزيز[17] في خطابِهِ إلى والي الحجاز قبل َقرونِ مَضَتْ: " كَثُرَ شاكوكْ، وقَلَّ شاكروكْ، فإمِّا اعْتَدَلْتَ وإمَّا اعْتَزَلْتَ"، كما ورد له توقيعٌ لعاملِهِ في إحدى مدنِ المغربِ الَّذي رأى أنَّ المدينةَ تحتاجُ إلى تحصينٍ، فوقَّعَ له: "حصِّنها بالعدل والسَّلام".

في هذا الخضمِّ من التَّعاريفِ والمفاصل، باتَ لزامًا على المعنيِّينَ اللُّغويينَ تأطيرَ نثرِ اليوم، وقد باتَ العاملونَ، بسببَ توسُّعِ مِروحةِ التِّقنيةِ، كثيرينَ، ما بين حارثٍ، وحارسٍ، وناثر. ضاعَتْ هُويَّةُ فاعل النَّصّ، صار الكاتبُ، هو النَّاثرُ والمنثورةُ والمنثَرُ إليه، المُرسِلُ والمرسَلَةُ والمرسَلُ إليه، النَّاصُّ والنَّصُّ والمنصوصُ إليه. ضاعَ النَّصُّ النَّثريُّ المعاصرُ بين صفحاتٍ إلكترونيّةٍ وشابكاتٍ عنكبوتيَّةٍ، في زمن خرج فيه الورق من الكتاتيبِ ولم يعد؟.




الدُّكتور جان توما: حائز شهادة دكتوراة في اللُّغة العربيَّة وآدابها من الجامعة اللُّبنانيَّة. أستاذ محاضر في جامعات: القدِّيس يوسف، واللُّبنانيَّة، وسيِّدة اللّويزة، ويشغل منصب رئيس قسم اللُّغة العربيَّة في جامعة الجنان. له أكثر من سبعة عشر إصدارًا يتراوح بين كتب أدبيَّة، وشعريَّة، ورواية، ودراسات تربويَّة، وتحقيق مخطوطات.

[email protected] 




[1]   أبو عثمان عمرو بن بحر (157؟-255هـ/773؟-869 م). عُرف بالظُّرف والسُّخرية البارعة والنَّقد الصَّائب. (منير البعلبكي، معجم أعلام المورد، ط.1، بيروت - لبنان: دار العلم للملايين، 1992، ص.155.)

[2]  أبو العبَّاس عبدالله (170-218 هـ/786، 833 م): سابع الخلفاءالعباسيِّين، ابن هارون الرَّشيد. أسَّس بيت الحكمة. (البعلبكي، المرجع نفسه، ص.413.)

[3]   (توفِّي عام 215هـ./830م). كاتب عربيّ فارسيّ الأصل. متعصِّب للعجم على العرب. (البعلبكي، معجم أعلام المورد، ص.244.)

[4]   (مواليد 1948). أديب لبنانيّ يكتب القصَّة القصيرة والرِّواية والنَّقد الأدبيّ. عمل محرِّرًا ثقافيًّا في شؤون فلسطينيّة والكرمل والسَّفير والنَّهار وغيرها. له روايات عدّة. (حمدي السُّكوت وآخرون: قاموس الأدب العربيّ الحديث، القاهرة: الهيئة المصريَّة للكتاب، لا ط. 2015، ص.111.)

[5]   (1922-1999). شاعر عراقيّ. عمل ملحقًا ثقافيًّا لبلاده في موسكو، ثم درَّس في جامعات موسكو. أحد روَّاد الشِّعر الحرّ. (البعلبكي، المرجع السَّابق، ص. 125.)

[6]   جريدة القدس العربيّ وعلى صفحته (الفايسبوك). تاريخ النَّشر والدُّخول 31 أيَّار 2022.

[7]   (1929-1982م). شاعر عربيّ لبنانيّ. درس في الشّوير ثمَّ في كمبردج إنكلترا. ثمّ درَّس الأدب العربيّ في الجامعة الأميركيَّة ببيروت حتَّى انتحاره. له مؤلَّفات. (البعلبكي، المرجع السَّابق، ص.170).

[8]   علي أحمد سعيد (1930)، شاعر عربيّ. شارك في تأسيس مجلَّة شعر في العام 1958. له آثار عدّة. (البعلبكي، المرجع السَّابق، ص.52).

[9]    (1889-1973): أديب وناقد مصريّ. يُعتبر أبرز روَّاد التَّجديد في الأدب العربيّ الحديث. فقد بصره وهو طفل صغير. اشتهر بآرائه الجريئة. (البعلبكي، معجم أعلام المورد، ص.172).

[10] عبدالله ابن المقفَّع (106-142هـ/ 724-759م). أديب عربيّ، فارسيّ الأصل. اتّهمه بالزَّندقة فقتله والي البصرة في عهد المنصور العبَّاسيّ. (البعلبكي، المرجع نفسه، ص.37).

[11] محمَّد بن عبد الرَّزَّاق محمَّد كرد علي. (1876-1953م). قدم من العراق واستقرَّ في دمشق. أتقن ثلاث لغات: العربيَّة والتُّركيَّة والفرنسيَّة. عمل في جريدتَي الشَّام والمقتطف حيث نزل مصر في العام 1901 وتولَّى تحرير جريدة الرَّائد المصريّ... (السّكوت وآخرون، قاموس الأدب العربيّ الحديث. ص.721).

[12] إملي نصرالله (1931-[2018]). روائيَّة لبنانيَّة وقاصَّة. ولدت في كوكبا، لبنان. درست في بيروت. تنقّلت بين سورية والأردن ومصر وإنجلترا وفرنسا وغيرها. (السّكوت وآخرون، المرجع نفسه، ص.120).

[13] جبُّور الدّويهي (1949-2021]). روائيّ لبنانيّ من مواليد زغرتا، شمال لبنان. درس في مدرسة الفرير - طرابلس. نال شهادة الدُّكتوراة في الأدب العربيّ من جامعة السُّوربون في العام 1981. له نحو 15 عملًا أدبيًّا ما بين رواية وقصَّة قصيرة، ووصلت روايته «ملك الهند» إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر في العام 2020، وأيضًا روايته "مطر حزيران" ضمن اللَّائحة القصيرة للبوكر في العام 2016. (نزيه كبَّارة، الأدب القصصيّ في لبنان الشَّماليّ، لا ط.، منشورات مؤسَّسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثَّقافيَّة، لا ت.، ص.222)

[14] ربيع جابر، ولد في بيروت 1972. قضى سنوات الحرب في الجبل الَّذي يطلّ على العاصمة. استقرَّ في بيروت، وسكن في الجامعة الأميركيَّة، وتخرَّج بدرجة البكالورويس في الفيزياء من الجامعة الأميركيَّة. له روايات عدّة، نال جائزة النَّاقد للرِّواية في العام 1992 عن رواية "سيِّد العتمة"، جائزة البوكر أو الجائزة العالميَّة للرِّواية العربيَّة لعام 2012 عن رواية "دروز بلغراد - حكاية حنَّا يعقوب"، الجائزة الأدبيَّة من مركز القلم الدَّوليّ بأمريكا عن فئة التَّرجمة لعام 2017؛ عن النَّسخة المُترجَمة لرواية "الاعترافات". https://www.arageek.com تاريخ الدُّخول 31/5/2022.

[15] (1895-1975). فيلسوف ولغويّ ومنظِّر أدبيّ روسيّ. درس فقه اللُّغة وعمل في سلك التَّعليم، وأسَّس حلقة باختين النَّقديَّة في العام 1921. https://www.marefa.org/ تاريخ الدُّخول في 31-5-2022.

[16] (38؟ ق.هـ - 23ه/586 ؟-644م). ثاني الخلفاء الرَّاشدين. اغتاله غلام فارسيّ في المسجد. (البعلبكيّ، معجم أعلام المورد، ص.289)

[17] (61-101هـ/681-720م). الخليفة الأمويّ الثَّامن. اشتهر بالتَّقوى والزُّهد. (البعلبكيّ، المرجع نفسه، ص.289).

تحميل بصيغة PDF

تعليقات 0 تعليق

الأكثر قراءة

الذات والعهد ولبنان

دولة لبنان الكبير 1920 – 2021

الوجه المفقود للمسيحيّين في سورية

الأطفال وصعوبات التعلُّم.

شفاء القلب.

الطاقة الخلّاقة للمعاناة

إختر الحياة

لماذا أخشى أن أقول لك من أنا؟

من الصدق إلى الحقيقة

حبّ مُتفانٍ لأرض مُهملة

فنُّ العيش بتناغم

لماذا أخشى أن أحبّ؟

سائحة

ثق فتتجدّد

السعادة تنبع من الداخل

رحلة في فصول الحياة

القرار - إتّباع المسيح في حياتنا اليوميّة

أسرار الناصِرة

العائلة بين الأصالة والحرّيّة

نحو حياة أفضل (5)

الأيادي الضارعة

موعد مع يسوع المسيح

شبيبة متمرّدة

من يهديني؟

لا أؤمن بهذا الإله

اليقظة

حبّ بلا شروط

في بداية الحياة فرح ورجاء

الشعور بالرضا

في سبيل لاهوت مسيحيّ للأديان

دليلُكَ لفهم الأيقونات.

على درب الجلجلة

المنجد

العهد الجديد - الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة)

الكتاب المقدس - ترجمة جديدة (حجم وسط)

العهد الجديد - الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة)

العهد الجديد - الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة)