لوريم ايبسوم هو نموذج افتراضي يوضع في التصاميم لتعرض على العميل ليتصور طريقه وضع النصوص ؟

author_article_image

الأب سامي حلّاق اليسوعيّ

لاون الرَّابع عشر، شخصيَّة أوَّل بابا أميركيّ

لم تمضِ ثلاثة أشهر على انتخاب البابا لاون الرَّابع عشر، ودار المشرق تسارِع إلى إصدار كتابٍ عنه. لقد تعوَّدنا أنَّ الكتب الَّتي تتكلَّم على الباباوات تعرض أفكارهم ومواقفهم وتعاليمهم في أثناء حبريَّتهم. ولكنَّ البابا الحاليَّ بالكدِّ تبوَّأ هذا المنصب، ولم يفعل شيئًا يستحقُّ الذِّكر بعد. فما الَّذي يقدِّمه هذا الكتاب؟

إنَّه يقدِّم تاريخ البابا وحياته قبل انتخابه. ومن هذا التاريخ يستطيع القارئ أن يتوقَّع التَّوجُّه الَّذي سيختاره الرُّبَّان في قيادة سفينته.

ثلاث سماتٍ تميِّز خبرة البابا الكنسيَّة قبل انتخابه. إنَّه شاهد على صعوبات الكنائس في البلدان الغنيَّة، وحيويَّة الكنائس في البلدان الفقيرة، واستمراريَّة كنيسة.

حاليًّا، مَن يزور الرَّعيَّة الَّتي تَربَّى فيها البابا لاون وخدم سيجد مبنًى مهملًا تغطِّيه كتابات الغرافيتيّ، وتحيط به الأعشاب البرِّيَّة. كان لهذه الرَّعيَّة أيَّام مجدٍ حين كان البابا فتًى يخدم فيها القدَّاس، والآن تشهد فترةَ أفول على الرُّغم من غنى البلد اقتصاديًّا. أميركا، بلد عظيم في مسيرة انحطاط.

بالمقابل، عاش الأب بريفوست، البابا لاون الرَّابع عشر لاحقًا، فترة طويلة في البيرو، وخدم مناطق فقيرة جدًّا. عاش مع أهلها فترات العنف السِّياسيِّ والقتل، فترات السيول وانهيار المنازل من الصَّفيح، فترات الجوع والعوَز، وشاهَد إيمان شعبٍ فقيرٍ يتحدَّى الصِّعاب ويتغلَّب عليها. البيرو، كنيسة حيَّة في صدد النُّموِّ والتَّوسُّع.

أمَّا الاستمراريَّة فقد عاشها من خلال رهبانيَّته الأغسطينيَّة الَّتي تحيي تعاليم القدِّيس أغسطينوس وتكيِّفها مع الزَّمن الحاليِّ، ومن خلال شهادة الدكتوراه الَّتي نالها في القانون الكنسيِّ المنظِّم لحياة الكنيسة، ومن خلال صليبه الحبريِّ الَّذي يحوي ذخائر خمسة قدِّيسين أغسطينيِّين، وهم شفعاء عند الرَّبّ.

الكتاب يروي حياة البابا لاون، والأحداث الَّتي عاشها والمناصب الَّتي تسلَّمها، ليستخلص منها شخصيَّة هذا البابا وحسَّه الإيمانيَّ والكنسيّ. اختيارُه لاسم لاون يرتبط بالبابا لاون الثَّالث عشر الَّذي دشَّن ما يُعرَف اليوم بتعليم الكنيسة الاجتماعيِّ، أو عقيدة الكنيسة الاجتماعيَّة كما أحبَّ البابا يوحنَّا بولس أن يسمِّي هذا التَّعليم. لكنَّ هذا الارتباط ليس علمانيًّا، ولا اجتماعيًّا صرفًا، بل هو ارتباط متمحور على شخص يسوع المسيح. فبدونه تُفرَغ الرِّسالة الكنسيَّة من محتواها الرُّوحيِّ، وبالتَّالي من القوَّة الخلَّاقة الَّتي يمكن أن تكون في كلِّ عمل تعمله.

من هنا أتى شعار البابا: "في الواحد [أي المسيح] نحن واحد".

الكتاب مقسَّم على أربعة أجزاء متفاوتة في عدد الفصول: طفولة البابا لاون في أميركا، حياته في الرَّهبنة الأغسطينيَّة، خبرته الرَّسوليَّة في البيرو، خبرته في الدَّوائر الفاتيكانيَّة خصوصًا بعد أن منحه البابا فرنسيس رُتبة الكاردينال، وفي النَّهاية، أحداث الاجتماع المغلَق وانتخاب الكاردينال بريفوست بابا، وبداية حبريَّته.





كتب روحيَّة مختلفة

ماثيو بنسن

لاون الرَّابع عشر، شخصيَّة أوَّل بابا أميركيّ

تعريب الأب سامي حلَّاق اليسوعيّ

ط.1، 160 ص. بيروت: دار المشرق، 2025

ISBN: 978-2-7214-5689-2





  الأب سامي حلَّاق اليسوعيّ:  راهب يسوعيّ، وأستاذ في جامعة القدِّيس يوسف - بيروت. له مؤلَّفات وترجمات عدَّة منشورة، بالإضافة إلى مقالاتٍ بحثيَّة في مجلَّة المشرق.

 



تحميل بصيغة PDF

تعليقات 0 تعليق