تطبيق إلكترونيّ من "سلسلة العقود" لتسهيل اللّغة العربيّة تمارين تفاعليّة بين المعلّم والتّلميذ بأسلوب مرن ومعاصر
روزيت فاضل @rosettefadel
لدار المشرق خصوصية من حيث نتاجها التربوي والثقافي، إذ تُعدّ أحد المشاريع الريادية التي أرادها الآباء اليسوعيون لإعطاء معنى للثقافة وأهمية للتربية. من محطات هذه الدار، مقاربة جديدة لتسهيل تعلّم اللغة العربية من خلال تطبيق إلكتروني مرافق لكتب منهج اللغة لجيل التكنولوجيا بتمارين تفاعلية التواصل بين المربّي والتلميذ بأسلوب مرن معاصر يحرر التلامذة من رفضهم القاطع لمواكبة خصوصية اللغة وقواعدها اللغوية والإملائية.
قبل عرض أهمية هذا التطبيق، أكدت المديرة التنفيذية للدار مايا شرفان متى لـ "النهار " أن "سلسلة العقود " هي "كتب تربوية يعدّها اليوم المربي الكبير كمال الشرتوني بأساليب تربوية حديثة تجددت أربع مرات منذ تاريخ نشأتها في العام 1973 "، مشيرة الى أن "مسيرة الأستاذ الشرتوني، التي تعود الى أعوام كثيرة في مجال التربية والتعليم والتأليف، لبّت في عصر التكنولوجيا حاجة ملحّة الى إيجاد حلول لمسائل تربوية عدة، ولاسيما من خلال تأليف "سلسلة العقود " للنهوض باللغة العربية ".
وأوضحت أن «المدارس كانت تعتمد في السبعينات من القرن الماضي اسلوباً جامداً في تعليم اللغة يقوم على التمسك الشديد بقواعد اللغة العربية وأصولها»، وأن «مبادرة الأستاذ الشرتوني بالتعاون مع الأستاذين هنري زغيب والياس حداد، نجحت في تقديم أسلوب مرن ومعاصر لتعليم اللغة العربية قريب من اللغة المحكية، من دون إهمال اللغة الفصحى، وقد سمّوها «اللغة الفصحية».
ماذا عن التطبيق الإلكتروني لـ»سلسلة العقود»؟ أجابت: «ان المشروع الذي أطلقته دار المشرق بالتعاون مع مكتبة إسطفان ومؤلف «سلسلة العقود» الأستاذ كمال الشرتوني، لم يواكب متطلبات التعليم في زمن جائحة كورونا فحسب، بل هو مشروع تربوي أردناه لمواكبة التطور التربوي من ناحية كونه تطبيقاً يراعي أساليب التعليم الحديثة، مثل استخدام التقنيات التواصلية التفاعلية المستحدثة، وتقنيات الإختبار والتقويم».
«من فوائد هذا التطبيق» وفقاً لمتّى، «المساهمة في تخفيف وزن الحقيبة المدرسية، إضافة الى وجود حاجة أساسية لمعاونة التلميذ على تعلّم اللغة العربية من بُعد تزامناً مع جائحة كورونا أو حتى خلال التعليم المزدوج»...
أما المرجع التربوي كمال الشرتوني، الذي أدخل نفسه في عالم التكنولوجيا ليكمل مسيرته الإستثنائية في التربية والتعليم التأليف، فقد أكد لـ»النهار» أن «العمل بدأ على هذا التطبيق قبل جائحة كورونا، والسبب أننا كنا نسعى من خلاله إلى أمرين: الأول هو لتلبية حاجات المدارس التي تتجه إلى إلغاء الكتب الورقية وتجميع المواد على Tablet، في حين ان الأمر الثاني ارتبط بموجة كورونا والحاجة إلى التعلم من بُعد، والتي دفعتنا إلى زيادة بعض العمليات التكنولوجية لخدمة عملية التعلم من بُعد".
ولفت الى ان التطبيق "يهدف إلى تنشيط عملية التعلم التفاعلية، فلا يبقى التلميذ مستمعاً متلقياً بل يشترك في الاكتشاف بإدارة المعلم وهذا ما يشجعه على تنمية ثقته بنفسه والارتياح إلى التعلم الذاتي وتنمية الفكر النقدي وروح المسؤولية والاتكال على الذات سعياً وراء الإبداع والخلق ". وقال: "هذا التطبيق يتضمن كل محتويات الكتاب والتطبيق مع الوسائل التربوية المعينة من نصوص مسموعة وأفلام وتمارين تفاعلية وسواها، إضافة الى تخفيف المحفظة المدرسية ".
ورداً على سؤال عن فائدة هذا التطبيق للمربي، قال إنه "يجمع كل حاجاته ووسائله وتحديداً الكتاب، الأفلام، الشرح، الملاحظات والمفكرة... يكتب على صفحات الكتاب ودفتر التطبيق ويرسل إلى التلامذة ويصحح واجباتهم ويرسل الملاحظات العامة ".
أما التلميذ، "فالتطبيق يجعله على تواصل مع المعلم "، مشيراً الى أنه "يستمع متى أراد إلى شرح درس أرسله المعلم، أو الاطلاع على تصحيح فرض وعلى ملاحظات المعلم بشأنه، ويتيح له الولوج إلى جميع الوسائل التربوية المرفقة بالكتاب من نصوص استماع وأفلام. كما يرافق المعلم في شرحه مستعملاً وسائل طباعة وأقلاماً ملونة لتسليط الضوء على تفاصيل الدرس وأهدافه. كما يمكن أن يطبع ملاحظاته على صفحة الكتاب ويحفظ ما كتبه للمراجعة عند الحاجة، ويرسل وظائفه إلى المعلم. ويستعمل التطبيق إجمالاً دونما حاجة إلى إنترنت إلا في حالتي التنزيل والإرسال ".
وشدد الشرتوني أيضاً على أهمية التمارين التفاعلية، مشيراً الى "أنها سلسلة تمارين تطبيقية وتقويمية ينفذها التلميذ ذاتياً أو في الصف عبر عملية إلكترونية تقوده إلى الحل وتنبهه إلى الخطأ حتى يبلغ الحل بذاته".
وأكد أن "هذه التمارين تسمح للتلميذ بالتعامل مع البرنامج والاتكال على الذات للوصول إلى الحل، وتنمّي عنده الفكر النقدي وتعلّمه منطق اكتشاف الخطأ ".
وخلص الى "أننا في صدد تطوير هذه التمارين بحيث تؤمن للتلميذ مستويات مختلفة وتعطيه نتائج أو شبه علامات، ويمكن المعلم أن يستفيد منها في إطار التقويم عبر شاشات الكومبيوتر ".
تعليقات 0 تعليق