سلسلة الحياة الروحيَّة

3.5 USD

منتصف الحياة: الولادة الجديدة

عن الكتاب

ما منتصف الحياة؟ هل نعرف طول الحياة لنحسب منتصفها؟ بالطبع لا. في الحقيقة، عندما يتكلّم الناس على منتصف الحياة، فهم قد يضيفون كلمة "أزمة" ليعبّروا عن حجم التغييرات العميقة التي تحدث في الكثيرين وتطرح تساؤلات محوريّة عليهم. وقد حدّد علماء النفس منتصف الحياة بالفترة ما بين 35 و45 عامًا، وحدّدَ كارل يونج بدايتها في سنّ 32 عامًا، ومدّها، على وجه حقّ، علماء آخرون إلى 65 عامًا.

يستدعي منّا إدراك ما يحدث في هذه المرحلة العمريّة أن نفهم أبعادنا النفسيّة والعاطفيّة، وتأثير تاريخنا وتربيتنا فينا، وتداخل المشاعر البشريّة في علاقاتنا بعضنا ببعض، حتّى يمكننا أن نسمّي ما يدور فينا وتداعياته على فهمنا ذواتنا، وعلى علاقاتنا بالناس حولنا، وعلى عملنا وأنشطتنا. وبالتأكيد تطرح علينا هذه المرحلة من حياتنا أسئلة حول علاقتنا بالله وحياتنا الدينيّة والروحيّة أيضًا، وتطلب ردودًا جديدة تسمح لنا بالمضيّ قدمًا في طريق الحياة. ومن ثمَّ يشمل عرضنا بُعدًا نفسيًّا وأنثروبولوجيًّا وآخر روحيًّا، يتكاملان معًا لبناء الشخص الواحد. فمحكّ هذه المرحلة العمريّة، أي فترة منتصف الحياة، هي أن يملك الإنسان على إمكاناته ويوجّه

مجهوده للتناغم مع الحقيقة التي تناديه للحياة، وهذه هي ثمرة الحكمة فينا. الأساسيّ في حياتنا هو أن نكبر في الإنسانيّة. لا فضل لنا إن تقدّمنا في العمر، فهذا هو عمل الأيّام فينا، ولا يمكننا أن نوقف أثر العمر على جسدنا، إلّا أن نصير بشرًا، فهذا قرارنا اليوميّ.

تعليقات 0 تعليق