يوضّح الكتاب، بشكل دقيق ومفصَّل ورقميّ، مساهمة المسيحيّين في دفع عجلة الطِّباعة إلى الأَمام، من خلال ثلاث نقاط: أوّلًا، في تطوير الطِّباعة؛ ثانيًا، في التَّوعيَة الدِّينيَّة؛ ثالثًا، في النَّهضة الثَّقافيَّة اللُّغويَّة. ويُظهر الأحوال العامَّة لمدينة بيروت، من الانفتاح على الغرب إلى نشاط المرسلين والمحليِّين في تأسيس المطابع والإنتاج الفكريّ والدِّفاع عن معتقداتهم وهويّتهم في ظِلِّ الرَّقابة العُثمانيَّة الصارمة. يرتكز هذا البحث على بيانات 4330 عنوانًا، تمَّ جمعها من مصادر ورقيَّة ورقمنتها وتحليلها، لبلورة الدَّور الَّذي أدّته المطابع والمطبوعات المسيحيَّة في النَّهضة العربيَّة الحديثة. كما يؤرّخ البحث ويعرّف عن الذين نشطوا في الطباعة ببيروت في ظلّ القوانين العثمانيَّة. ويتناول إرهاصات النَّهضة ومفهومها وكوكبة من الأدباء والمفكّرين المسيحيِّين الذين استحقّوا أن يكونوا «أركان النَّهضة العربيَّة الحديثة». يكشف البحث أيضًا عن وجود نحو ستّين مطبعة في بيروت؛ منها سبع مطابع إسلاميَّة؛ ويُظهر كميَّة ما نُشِرَ ونوعيّتَه. ويتتبّع الكتاب نشوء كلّ مطبعة وصحافتها وعملها، وأشهر النَّهضويّين الَّذين طُبعت مؤلَّفاتهم فيها.
تعليقات 0 تعليق