القدّيس أوغسطينُس والأوغسطينيّة (22)

هو أحد روّاد العصر الذهبيّ لآباء الكنيسة، ومُعاصر الإمبراطوريّة الرومانيّة في احتضارها. كيف لنا في كتابٍ صغير أن نُحيط بمن حاول جاهدًا في أغلب حياته أن يُحيط بسرّ الله والثالوث؟ وبعد، أين نجد ابن الجزائر وعملاقها اللاهوتيّ اليوم في بلادٍ تغيّرت كلّ التغيّر بعد بضعة قرون؟ ألا يستحقّ هذا اللاهوتيّ أن نستشفّ فلسفته وروحانيّته وحواره الفكريّ مع أبناء عصره ونخُصّ صاحب الرحلة الروحيّة الغنيّة في وديان أديان عصره وفلسفتها كافّةً هذا الكتاب، الّذي نعتبره مدخلاً لمكتبته الروحيّة الضخمة الّتي تفيض بعبق اللاهوت والروحانيّة؟ إنّنا نتشرّف بأن نخُصّ مَن أسّس للفكر اللاهوتيّ الغربيّ وصاحب "مدينة الله" مُجلّدًا في سلسلتنا اللاهوتيّة، ليكون أحد أُسسها.